حولنا

إن الحاجة إلى التذكر غالبًا ما تتنافس مع حاجة متساوية في القوة إلى النسيان. و حتى مع أفضل النوايا – كالنية في تعزيز المصالحة بعد أحداث منقسمة بشكل كبير من خلال “طي صفحة الماضي” – إلا أن محو الماضي قد يمنع الأجيال الجديدة من تعلم دروس هامة و يسهم في تدمير فرص بناء مستقبل سلمي.

يعتبر “موقع الضمير” مكانًا للذاكرة – مثل موقع تاريخي، و متحف أو نصب تذكاري مرتبط بالمكان – يحول دون محو الذكريات ليضمن مستقبلًا أكثر عدلًا و إنسانية. فمواقع الضمير لا تقوم فقط بتوفير مساحات آمنة لتذكّر و حفظ حتى أكثر الذكريات إيلامًا، بل إنها تمكّن زوارها من تأسيس صلة تربط بين الماضي و قضايا معاصرة تتعلق بحقوق الإنسان. و بهذه الطريقة، يمكن لمعسكر اعتقال في أوروبا أن يصبح حافزًا على إجراء مناقشات بشأن المفهوم الحديث لكراهية الأجانب، كما يمكن لمتحف في معسكرات العمل إبان العهد السوفييتي في روسيا أن يسلط الضوء على قمع حرية التعبير الآن، فيما قد تسعى دار للرقيق عمرها 200 عام في أفريقيا إلى مساعدة 36 مليون شخص لا يزالون يُستعبدون في يومنا هذا.

تأسس التحالف الدولي لمواقع الضمير (“التحالف”) في عام 1999، و هو الشبكة العالمية الوحيدة لمواقع الضمير. فمن خلال توفر أكثر من275 عضو و شريك لنا في65 بلدًا، نقوم ببناء قدرات هذه المؤسسات الحيوية من خلال تقديم المنح و التفاعل و التواصل مع الآخرين و التدريب و آليات العدالة الانتقالية و المناصرة. و يتذكّر هؤلاء الأعضاء و الشركاء روايات متنوعة من التاريخ، حيث أنهم يأتون من خلفيات متعددة و واسعة – بما في ذلك الديمقراطيات طويلة الأمد و البلدان التي تكافح مع مخلفات العنف، إضافة إلى تلك المناطق التي خرجت لتوها من صراعات و لمّا تبدأ بمخاطبة احتياجاتها في مجال العدالة الانتقالية – إلا أنهم جميعهم  متحدون من خلال التزامهم المشترك بربط الماضي بالحاضر و الذاكرة بالأفعال.

و نظرًا للجهود الحثيثة لمواقع الضمير، فاليوم:

  • تشارك الأمهات اللواتي ينتمين إلى الأطراف المختلفة من الحرب الأهلية في سري لانكا (1983-2009) قصصهن في ورشات العمل المجتمعية التي تتبنى مقاربات شاملة و متكاملة و متعددة التخصصات للتصدي لقضايا الحقيقة و العدالة و المصالحة؛
  • يستخدم الشباب الذين ينحدرون من كل منطقة من مناطق الولايات المتحدة تاريخ حركة الحقوق المدنية لتضخيم أصواتهم في الكفاح من أجل خلق فرص تعليمية أكثر إنصافًا؛
  • يروي ضباط الشرطة من جانبي الصراع في ايرلندا الشمالية قصصهم من خلال مشروع للتاريخ الشفوي تم تصميمه لتعزيز الثقة و التفاهم بين الفصيلين؛
  • هذا و يتم تثقيف و تعليم الآلاف من أطفال المدارس في المناطق الريفية من خلال معرض متنقل حول الحرب الأهلية في سيراليون (1991-2002) – الحرب التي أودت بحياة 70.000 شخص، و التي يتردد الكثير من البالغين في مناقشتها خشية إعادة فتح الجروح القديمة.

كل نشاط من هذه الأنشطة – و الآلاف غيرها التي تجري حول العالم – له جذوره في الماضي و تطلعاته إلى المستقبل. و من خلال هذه الجهود الواعية و الموحدة، يربط التحالف الدولي لمواقع الضمير بين الماضي و الحاضر، ما يسهم في تغيير العالم من خلال إحدى الذكريات في كل مرة.

لمزيد من المعلومات حول كيفية المشاركة، يرجى الاتصال بنا على: (coalition@sitesofconscience.org).